الأمراض النفسية المعروفة كالقلق والاكتئاب والوساوس والمخاوف، من المعروف أن الكبار هم من يصابون بها لكن يصاب الأطفال بمثل هذه الأمراض النفسية، وهذا معروف لدى الطب النفسي.
مشكلة الطفل أنه لا يستطيع أن يعبر عن مكنونات نفسه، فلا يستطيع أن يقول أنا مكتئب، أنا حزين، كما أن الطفل لا يستطيع أن يوضح أو أن يفصح عن مشاعر القلق التي تتمكن منه ولا يستطيع أن يصف ألمه النفسي ولهذا فمعاناته النفسية تأخذ أشكالا أخرى في التعبير فقد يضطرب نومه أو طعامه وقد يصاب بالتبول أو التبرز اللاإرادي أو يتلعثم في الكلام أو تنتابه حركات لا إرادية في جسمه لا يستطيع التحكم فيها، وقد يضطرب سلوك الطفل فيكذب أو يسرق أو يهرب من المدرسة أو يهرب من البيت ويصبح طفلا عدوانيا.
أحيانا يغيب على الأسرة أن طفلها يعاني نفسيا أو أن لديه مرضا نفسيا ولهذا يظل الطفل يعاني مدة طويلة وتسوء حالته حتى تصبح أعراضه واضحة وأكثر الأعراض التي تزعج الأسرة هي الأعراض المرتبطة باضطراب السلوك مثل السرقة والهروب من المدرسة أو حين تعثر الطفل دراسيا.
وهذه الأعراض التي قد تظهر على الطفل تعني أنه غير سعيد ويحتاج إلى مساعدة وهذا يتطلب تدخل من الطبيب النفسي فورا إذا كان الطفل يعاني من القلق والاكتئاب والوساوس والمخاوف حيث تسبب هذه الأمراض تدهور في حالة الطفل وحرمانه من الفرص الطبيعية لكي يهتم بدراسته ويسعد بطفولته.
أسباب المعاناة
وأعراض الاضطراب التي تظهر على الطفل هي صرخة لكي نتقدم وننقذه والطفل عالمه محدود كالأسرته والمدرسه والأصدقاء الذين يلعبون معه إذن فأسباب معاناة الطفل في حدود هذا الإطار .
بعض الأطفال يتعرضون لمعاملة قاسية جدا إلى حد العنف، أي كالعقاب الجسدي والإهانة والتأنيب والتوبيخ وبذلك يتوقف نمو ثقته بنفسه ويملؤه الخوف والتردد والخجل.
الزائر الجديد
الطفل يغار مثل الكبار، تحرقه آلام الغيرة، وأكبر مشكلة تهدد الطفل مجيء وليد جديد، فهي صدمة تغضب كثيرا من الأطفال والطفل يضيق صدره إلى حد الحزن حين يرى طفلا آخر وقد حظي بإمكانات أعلى من إمكانات أي يمتلك أشياء لا يمتلكها أحد سواه.
شخصية الوالدين
يفقد الطفل احترامه لأبيه عندما يكتشف أن أباه يكذب أو أن أباه رجل غير شريف، أو أنه يمحو شخصية الأم ويلغي دورها وأهميتها، وعندما تصبح الأم مسيطرة وتلغي تماما شخصية الأب في البيت.
يحدث الصراع بين الأب والأم للسيطرة على الطفل، لذا فكل منهما يناقض أوامر الآخر أو توجيهات الآخر للطفل ويقع الطفل في مفترق صعب ويعجز عن الاختيار فيشعر الطفل بالكراهية بين الأب والأم التي يشمل هواؤها السام كل أفراد الأسرة وهذا يعرضه لأصعب الأمراض النفسية.
إهمال الطفل
انشغال الأم الزائد باهتماماتها الخاصة والتي عادة ما تكون خارج البيت وهجرة الأب داخليا أو خارجيا وافتقاد الطفل له كمثل أعلى وكقدوة وحصانة وكمعلم ومربِ وتخويف من أشياء وهمية كالعفاريت والحيوانات المفترسة من خلال الحكايات البالية الضارة.
عدم وجود حوار بين أفراد الأسرة ،عدم وجود خطة واعية ذكية لتنمية شخصية الطفل وتنمية قدراته العقلية ،إدمان أحد الوالدين للمخدرات، انغماس أحد الوالدين في ملذاته، وجود مشكلة جسمية عند الطفل تعرضه لسخرية بقية الأطفال ضعف السمع أو ضعف البصر أو أي شيء آخر، تواضع قدرات الطفل الذكائية مقارنة بزملائه في الفصل، ما يجعله يشعر بالنقص والخجل، سوء المعاملة والإساءة إرهاق الطفل بالواجبات الدراسية فوق قدرته وعدم السماح له بالتوقيت الكافي للعب والمرح، مصادقة الطفل لأصدقاء السوء، ما يكسب الطفل عادات وسلوكيات سيئة أخطرها التدخين أو المخدرات أو الهروب من المدرسة أو الهروب من البيت البخل الشديد على الأبناء وحرمانهم من الأشياء التي يحبونها مع توافر الإمكانات المناسبة للأسرة التي تسمح بحياة طيبة وسهلة.
الإغداق الزائد وتلبية كل طلبات الطفل والمصروف الكبير الذي لا يتلاءم مع عمر الطفل وما يصاحب ذلك من تدليل زائد يفقد الأسرة بعد ذلك القدرة على توجيه الطفل وتربيته، تربية الطفل بعيدا عن أمه وخاصة في السنوات الأولى.
التغذية لها عامل مؤثر على ما يمر به الطفل من معاناة نفسية، فسوء التغذية تؤثر على المخ فكثير من اضطرابات الطفل السلوكية سببها إصابة عضوية في المخ، وخاصة إذا تعرض لها الطفل في السنوات الأولى وفي هذه الحالة يصبح فحص الطفل عضويا فحصا دقيقا وإجراء رسم للمخ واختبارات الذكاء والقدرات ضروريا لتحديد مدي مسؤوليته عن الأعراض النفسية والسلوكية، تعرض الأم لبعض أنواع الحميات في أثناء الحمل أو تناولها عقاقير ضارة بالجنين في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل أو التدخين في أثناء الحمل، كل ذلك يؤثر على قدرات الجنين العقلية والنفسية. الطفل حين يعاني نفسيا أو عقليا أو سلوكيا يحتاج إلى رعاية خاصة وفهم إلى سبب معاناته وتعاون الجميع ابتداءا من الأسرة والمدرسة، ولكن ليس هناك شيء أنجح من الحب للاقتراب من الطفل وتخفيف معاناته.
منقول