الــصــداقــة والصــدق وجهان لعملة واحـده‏...؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيمـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هناك قيم كثيرة يعتقد البعض منا أنها اندثرت في حياتنا رغم أهميتها وحث الأديان
على اتباعها منها قيمة الصدق وعن هذه القيمة نتجول في بستان الحكمة لنقطف بعض الثمار:

* ليس هناك منظر أشد قتامة من الصواب عندما لا يكون في جانبنا
إبراهام لنكولن
* إذا وافق الحق الهوى فهو مذاق العسل.
الخليفة عمر بن عبد العزيز
* كن صادقا مع نفسك تكن صادقا مع الناس.
(شكسبير)
* إذا عجز القلب عن احتواء الصدق عجز اللسان عن قول الحق.
(عباس العقاد)
* قبل أن تصدر الحكم على الآخرين احكم على نفسك.
(ليو تولستوي)
* الإيمان أن تؤثر الصدق حتى لو كان يضرك على الكذب حتى لو كان ينفعك.
(عبد الله بن عمر رضي الله عنه)
* والله ماذل ذو حق وإن طبق العالم عليه ولا عز ذو باطل ولو طلع القمر من جبينه. (الخليفة المنتصر بالله).

ومن الصدق اشتقت كلمة صديق وعن مفهوم الصديق لدى الحكماء والأدباء نقرأ:

* قال جبران خليل جبران:- لي في نفسي صديق يعزيني إذا ما اشتدت خطوب الأيام ويواسيني عندما تلم مصائب الحياة، ومن لم يكن صديقاً لنفسه كان عدواً للناس، ومن لم يرى مؤنساً من ذاته مات قانطاً لأن الحياة تنبثق من داخل الإنسان ولن تجيء مما يحيط به، جئت لأقول كلمة سأقولها، وإذا أرجعني الموت قبل أن ألفظها يقومها الغد، فالغد لا يترك سراً مكنوناً في كتاب اللانهاية.
جئت لأحيا بمجد المحبة ونور الجمال وهاأنذا حي و الناس لا يستطيعون إبعادي عن حياتي، إن سلبوا عيني تمتعت بالإصغاء ولأغاني المحبة وألحان الجمال، وإن طمسوا أذني تلذذت بملامسة أثير ممزوج بأنفاس المحبين وأريج الجمال، جئت لأكون الكل بالكل والذي أفعله اليوم في وحدتي يعلنه المستقبل أمام الناس والذي أقوله الآن بلسان واحد، يقوله الآتي بالسنوات العديدة.؟!

* سئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
"كم صديق لك؟ قال لا أدري الآن! لأن الدنيا مقبلة علي والناس كلهم أصدقائي وإنما أعرف ذلك إذا أدبرت عني فخير الأصدقاء من أقبل إذا أدبر الزمان عنك"

* سهل ان تسامح عدوا صعب أن تسامح صديق
"أنيس منصور"
* متى أصبح صديقك مثلك بمنـزلة نفسك فقل عرفت الصداقة.
(ميخائيل نعيمة)
* من يبحث عن صديق بلا عيب، يبقى بلا صديق.
(مثل تركي)
* إذا كنت تملك أصدقاء، إذاً انت غني.
(بلوطس)
* قل لي من تعاشر أقل لك من أنت.
(سرفانتس)
* لُمْ صديقك سِراً، وامدحه أمام الآخرين.
(ليوناردو دافن شي)

في الشعر

* أشهر الأيبات الشعرية التي تحدثت عن الصديق:
- يقول الإمام الشافعي رحمه الله

إذا المرء لا يرعــــاك إلا تكلــــــــفاً ... فدعه ولا تكــثر عـــــــليه التأسّفـــــا
فـــفي الناس أبدال وفي الترك راحة ... وفي القلب صبر للـــحبيب ولو جفــا
فمـــــا كــــل من تهواه يهواك قلـــبه ... ولا كل من صافيته لــــك قــد صفـــا
إذا لـــم يكن صفو الوداد طبيـــــــعة ... فلا خيـــر في خـــــــل يـجيء تكلــفا
ولا خيـر في خــــــــل يخون خـليله ... ويلـــقاه من بعــد المودة بالجفـــــــــا
وينــكر عيشاً قد تـــقادم عـــــــــهده ... ويظـهر سراً كــان بالأمس قـــد خفــا
سلام علـــى الدنيا إذا لــم يـــكن بها ... صديــق صدوق صـادق الوعد منصفا
* * *
- أما جميل الزهاوي فيقول:
عاشِـرْ أُنَاسـاً بِالـذَّكَـاءِ تَمَيَّـزُوا
وَاخْتَـرْ صَدِيقَكَ مِنْ ذَوِي الأَخْـلاقِ
* * *
- وفي رأي حسان بن ثابت:
أَخِـلاَّءُ الـرِّجَـالِ هُـمْ كَثِيـرٌ
وَلَكِـنْ فِـي البَـلاَءِ هُـمْ قَلِيـلُ
فَـلاَ تَغْـرُرْكَ خُلَّـةُ مَنْ تُؤَاخِـي
فَمَـا لَكَ عِنْـدَ نَـائِبَـةٍ خَلِيـلُ
وَكُـلُّ أَخٍ يَقُــولُ أَنَـا وَفِـيٌّ
وَلَكِـنْ لَيْـسَ يَفْعَـلُ مَا يَقُـولُ
سِـوَى خِلٍّ لَهُ حَسَـبٌ وَدِيـنٌ
فَذَاكَ لِمَـا يَقُـولُ هُوَ الفَعُـولُ
* * *
- وفي ذلك يقول المتنبي:
أُصَـادِقُ نَفْـسَ المَـرْءِ قَبْلَ جِسْمِـهِ
وأَعْرِفُـهَا فِـي فِعْلِـهِ وَالتَّكَلُّــمِ
وأَحْلُـمُ عَـنْ خِلِّـي وأَعْلَـمُ أَنَّـهُ
مَتَى أَجْزِهِ حِلْمـاً عَلى الجَهْلِ يَنْـدَمِ
* * *
فَمَا أَكْثَر الأَصْحَـابَ حِينَ تَعُـدُّهُمْ
ولَكِنَّهُـمْ فِـي النَّـائِبَـاتِ قَلِيـلُ
( الصادق يوسف )
* * *
تَكَثَّرْ مِنَ الإِخْوانِ مَا اسْتَطَعْـتَ فَإِنَّهُمْ
عِمَـادٌ إِذا اسْتَنْجَـدْتَهُـمْ وظَهِيـرُ
ومَا بِكَثِيـرٍ أَلْفُ خِـلٍّ وَصَاحِـبٍ
وَإِنَّ عَــدُواً وَاحِــداً لَكَثِيــرُ
( ابن أبي الحديد )
وقال أحد الشعراء في معنى الصداقة :
نصلُ الصديق إذا أراد وصالنا *** ونصدُّ عند صُدودِه أحيانا
إن صدَّ عنّي كنت أكرم مُعرض *** ووجدتُ عنهُ مذْهباً ومكانا
لا مُفشيا بعد القطيعةِ سرّهُ *** بل كاتما من ذاك ما اسْترعانا
إنّ الكريم إذا تقطَّع وُدُّهُ *** كتَم القبيحَ وأظهرَ الإحسانا

في الأمثال
وعن الصداقة والأصدقاء في الأمثال العالمية نقرأ:
* إذا تشاجر صديقان من أصدقائك فلا تحكم بينهم لئلا تخسر أحدهما، وإذا تشاجر عدوان من أعدائك فاحكم بينهم لأنك ستكسب أحدهما.
"مثل صيني"
* إذا أمعنت في الغياب عن أصدقائك بادروا إلى نسيانك.
"مثل أمريكي"
* لك أن تصادق الذئاب إذا كانت فأسك حاضرة.
"مثل روسي"
* الأصدقاء ثلاثة: صديق يحبك، وصديق يكرهك، وصديق يغار منك.
"مثل إيطالي"
* الصداقة الحقيقية نبات بطيء النمو.
"سكوت"
* صداقة الرجل للمرأة صداقتان، صداقة تزيد الفرح، وصداقة تخفف الحزن إلى النصف.
"فانسيس بيكون".
* الصداقة الوجه الأخر غير البراق للحب، ولكنه الوجه الذي لا يصدأ. "ميلتون"
* مزج السياسة بالصداقة غالبا ما يشكل خاتمة للصداقة.
"ديو هرست

وهنا نقف عند اشرف الخلق سيدنامحمد صلى الله عليه وسلم
مع صديـقه أبى بكر الصديق وضربهما لأروع الامثـال في الصدق والصداقه

العلاقة بين ابي بكر الصديق رضي الله عنه وبين النبي صلى الله عليه وسلم علاقة تلازم فكانوا وهم صغار يلعبون مع بعض ويخرجون مع بعض وكان نعم الصديق لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.وعندما نزل الوحي بالإسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمت السيدة خديجة على يديه وهي أول امرأة تدخل الإسلام وأسلم أبو بكر وهو أول من أسلم من الرجال.

وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم:

ما من رجل وما من أحد كلمته عن الإسلام إلا كانت له كبوة إلا أبا بكر أي هو الشخص الوحيد الذي لم يتردد فبمجرد دعوة الرسول له على الإسلام قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.
انطلقت الدعوة ليلا وسرا حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور أبا بكر في الليل ولا يجهران بالدعوة في بداية الأمر في النهار من أجل إخفاء قضية الدعوة.

أبو بكر ومشروع الجهر بالدعوة.

وأبو بكر الصديق كان أول من طرح مشروع الجهر بالدعوة لكن النبي صلى الله عليه وسلم ما زال متخذا لقرار نشر الدعوة سرا وليلا.وأبو بكر الصديق كان يسمى بأول خطيب في الإسلام لأنه خرج إلى الحرم المكي وبدأ يدعو للإسلام بالصلاة وقراءة القرآن.ولما رأى المشركون ذلك ضربوه وأكثر من ضربه هو عتبة وضرب ضربا شديدا حتى سقط على الأرض وحمل إلى بيته.لكن ماذا حصل لأبي بكر الصديق بعد هذه الحادثة لقد أكثروا من ضربه حتى أشرف على الهلاك وقال قومه لئن مات لنأخذن بثأره ولنقتلن عتبة ثم أخذوه إلى بيته وجرى حوار بين أبي بكر الصديق وأمه:فقال عندما استيقظ ماذا فعل برسول الله صلى الله عليه وسلم...؟

فقالت أمه والله لا أعلم ما هي أخبار صاحبك فقال لها اذهبي إلى أم جميل فاسأليها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.تقول فخرجت إليها وسألتها عن رسول الله فقالت أم جميل لا أعلم محمد ولا أبا بكر هل تريدين مني أن أخرج معك إليه فقلت نعم.فخرجت أم جميل مع أم أبي بكر وذهبت إلى أبي بكر فوجدته صريعا في الفراش فصاحت وقالت إن قوما نالوا منك لفساق وتأثرت من حال أبي بكر فقال لها ما فعل محمد صلى الله عليه وسلم......؟فقالت أم جميل هذه أمك قال لها لا عين عليك أخبريني.

لاحظوا كيف كان أصحاب النبي يكتمون على رسول الله لأن الدعوة كانت سرية وانظروا كيف كانت العلاقة بين أبي بكر وأمه وكأنه يقول لأم جميل خذي راحتك في الكلام وثقي بأمي فإني أكفل لك أمي.قالت أم جميل إنه سليم وهو في دار الأرقم فقال أبو بكر والله لا أذوق طعاما ولا أشرب شرابا أو آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قالت أمه فأمهلناه حتى إذا سكن الطريق وهدأ الليل أخناه إلى محمد فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما بي من بأس إلا ما نال الناس من وجهي وهذه أمي برّة بولدها فعسى الله أن يستنقذها من النار.أم أبي بكر لم تكن حينها قد دخلت الإسلام فدعا لها رسول الله بالإسلام.وأسلمت والدة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

الصداقة لدى الجماد.

الصداقة ليست بالشيء السهل فأن يكون للإنسان صديق يرتاح له وتكون علاقته طيبة معه ويحبه في السراء والضراء وفي النهار والليل فهذه نعمة وهذا ليس محصورا علينا معاشر البشر وإنما موجود في الجماد أيضا.

فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما غيّر الجذع الذي كان يستند عليه في الخطبة إلى المنبر بكى الجذع حتى أبكى كل من في المسجد ولم تهدأ النخلة حتى نزل الرسول من المنبر واحتضنها فسكتت.النخلة لها مشاعر كما لدى الإنسان مشاعر وكذلك كان أبو بكر الصديق صديقا للنبي صلى الله عليه وسلم حتى قال عليه الصلاة والسلام:

إن من أمنّ الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا لكن أخوة الإسلام ومودته لا يبقينّ في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر الصديق.

لقد أغلق كل الأبواب حول المسجد إلا باب واحد وهو باب أبي بكر الصديق.ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم متكلما عن أبي بكر الصديق أنه أرحم الأمة بالأمة وأنه أول من يدخل الجنة فقال عليه السلام:ألا إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي.وهو يستحق ذلك لقول أبي بكر والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله أحب إلي من أن أصل قرابتي.لاحظوا المعزة العظيمة والصداقة الجميلة لدى أبي بكر الصديق رضي الله عنه.والصداقة اليوم تشترى بالمال والصداقة اليوم تبنى على المصلحة أليس كذلك.لكن أخوة الإسلام وأخوة الإيمان هي الصداقة الحقيقية.لهذا نرى بين الصديقين نوعا من أنواع الوفاء.

وفاء أبي بكر لسيدنا محمد.

هل تذكرون قصة الغار الذي كان فيه سيدنا أبو بكر الصديق مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يوم الهجرة إلى المدينة المنورة.....؟وتعرفون ظلمة الغار ووحشته والكفار يبحثون عنهما أمام الغار وأبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول للنبي صلى الله عليه وسلم والله لو نظر أحدهم إلى قدمه لرآنا والنبي صلى الله عليه وسلم يطمئن أبا بكر ويقول له ما ظنك باثنين الله ثالثهما.في بداية هذه الرواية ذكر أهل السيرة أن أبا بكر دخل الغار قبل النبي صلى الله عليه وسلم يتفقد الغار للنبي صلى الله عليه وسلم ولما دخلا الغار استلقى النبي صلى الله عليه وسلم على فخذ أبي بكر يريد النوم وبينما هما كذلك إ‘ذا بعقرب يدنو من أبي بكر الصديق وأبو بكر يرى العقرب لكنه لا يستطيع أن يحرك قدمه خشية أن يستيقظ النبي من غفوته فماذا فعل.....؟لقد وضع يده على العقرب وأمسك به من يفعل هذا منا اليوم....؟

إنه لصديق وفي وحبيب للنبي صلى الله عليه وسلم.وعندما نتصفح كتب السنة والسيرة نقرأ قولهم ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وخرج محمد وأبو بكر وسافر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر دائما كانا مع بعض.ومن لوازم الصداقة السر وكانت هناك أسرار بين النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق.وعند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم رشّح أبا بكر الصديق للصلاة بالناس حتى إن عائشة اقترحت على النبي غيره لأنه كثير البكاء ورحيم الفؤاد فقال لها النبي مري أبا بكر فليصل بالمسلمين.والشاهد من هذه الرواية أن هذه الصداقة لها ضريبة و لها ثمن ومع ذلك تستثمر في أفضل الأوقات والصداقة كنز يجب الحفاظ عليها.

مراحل الصداقة عند الإنسان.

الصداقة لها مفاهيم عدة لكن من أراد أن يتعامل مع صديقه ماذا يفعل...؟

كما قيل الصداقة تمر بمراحل:

المرحلة الأولى: مرحلة تقبل.

والمرحلة الثانية: مرحلة القبول.

والمرحلة الثالثة: هي مرحلة التقدير.

فأي صديق في بداية علاقته الاجتماعية مع غيره لا بد أن يمر ببداية مرحلة التقبل.وحينما أتعرف على صديق جديد فإن سلوكه وأخلاقه بالنسبة لي جديدة فقد أتوقف وأحيانا أتفاعل معه وأحيانا أستقبله وهذه تسمى مرحلة تقبل.أما المرحلة الثانية وهي درجة أعلى من الأولى وهي القبول بمعنى أنه حتى لو كان لدى هذا الصديق سلبيات في سلوكه وأخلاقه فعلي أن أقبل هذا الصديق وهذه مرحلة أعلى وغالبا أنها تأتي بعد زمن.ثم تأتي المرحلة الثالثة عندما تتلاحم النفوس وتقوى العلاقة وهذه تسمى التقدير وفي هذه المرحلة أقبل من صديقي الزين والشين.أي حتى لو أخطأ فإنني قد أبرر خطأه أو ربما أراه بعين الرضا وهذه هي مراحل الصداقة.لذلك فإنه من السهولة بمكان أن أربط علاقة وطيدة مع أي صديق خلال دقائق خاصة من كانت علاقته الاجتماعية سريعة ومنفتح اجتماعيا على الناس.

ومن السهولة بمكان أن يبدأ العلاقة ثم يوثقها ثم يبدأ بالكلام لكن الشيء الصعب هو أن نحافظ على هذه العلاقة.

وأنا أصف العلاقات اليوم بالمقص فإذا لم يعجبه تصرف من صديق فإنه سيقطعه وإذا لم يعجبه تصرف من أخ أو مدير قطع العلاقة معه وهكذا حتى يشعر الشخص بالوحدة بعد فترة من الزمن.

درجات الأصدقاء.

لهذا يمكن لنا أن نقسم الأصدقاء إلى درجات:

فالدرجة الأولى: هم المقربون بمعنى أنهم أصدقاء رقم واحد وهم قليلون.الدرجة الثانية: هم أوسع ممن قبلهم فبين الفترة والأخرى أتواصل معه وأحتاجهم.الدرجة الثالثة: أصدقاء للمصلحة أي لا أطلبهم إلا للمصلحة كصديق لدي ألعب معه رياضة فلا أطلبه إلا لمصلحة وإذا وقعت في مشكلة قد لا يقف معي.إذن الصداقة أنواع ولهذا لا بد أن نقسم الأصدقاء ونعرف كيف نتعامل معهم وسؤالي لكم من أي الأقسام كانت صحبة وصداقة أبي بكر الصديق للنبي صلى الله عليه وسلم...؟طبعا هو من الدرجة الأولى لهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم دخل ذات ليلة إلى دار أبي بكر وطرق عليه الباب وقال له لقد أذن لنا بالهجرة يا أبا بكر.فرح أبو بكر الصديق لأن النبي صلى الله عليه وسلم اختاره ليكون صديقا ورفيقا له في رحلة الهجرة.فما تمالك أبو بكر نفسه حتى ذرفت عيناه.الصداقة شيء جميل وشيء عظيم جدا.

ثمرة استثمار الصداقة( قصة).

دعوني أقص عليكم هذه القصة وهي قصة حدثت لعائلة أجنبية وأنتم تعلمون أن أبناء العرب إذا أرادوا أن يتعلموا اللغة الأجنبية فإما أن يتعلموها عن طريق معهد أو يلتحق بعائلة أجنبية.وصاحبنا الذي سأحدثكم عنه التحق بعائلة أجنبية لكي يتعلم منهم اللغة الأجنبية ومن أجل ذلك كوّن صداقة بينه وبين الأب.جعل يمشي معه ويخرج معه ويتحدث معه ورأى الأب هذا الشاب وهو يصلي ويقرأ القرآن ويصوم ويذكر الله.فبدأ يسأل هذا الشاب عن كتابه فقال له إنه القرآن.ماذا تفعل به قال أقرأ منه.لماذا تصلي ولماذا تركع ولماذا تصوم وهكذا.وهكذا قويت العلاقة بين الأب والشاب وتمر الأيام ويسلم هذا الرجل على يد الشاب.وأثّر أيضا على الأم فدخلت الإسلام ثم الأولاد وهكذا أسلمت الأسرة كلها على يد هذا الشاب بسبب الصداقة التي حصلت بينهم.ذات يوم أرادت الأسرة أن تعمل حفلة بمناسبة دخولهم الإسلام فعملت حفلة وقام الأب ليتكلم فماذا قال...؟

قال الأب لهذا الشاب الذي ذهب ليتعلم اللغة الأجنبية أنا أحبك كثيرا ف
أنت علمتنا الإسلام والقرآن والإيمان وأريد أن أحتضنك وأقبلك فحضنه وقبله ثم قال له على قدر محبتي لك أكرهك.تعجبت الأسرة من تناقض كلام الوالد فقبل قليل قال للشاب أحبك ثم يقول له أكرهك.........!قال له الشاب لماذا قال الأب لأنك تأخرت في المجيء إلينا ووالدي توفي قبل أن تأتينا بأسبوع ولو أتيتنا قبل أسبوع لتمنيت أن يسلم والدي قبل أن يموت.تأمّلوا بعد هذه القصة أثر الصداقة على الغير وكيف أنه يمكن لنا أن نستغل الصداقة في الدعوة إلى لدين وهكذا فعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد انطلقوا في الأمصار وقبل أن يدخلوا أي بلد يعلنون الإسلام ويضربون الصداقات مع الناس وهكذا انتشر الإسلام.

ولو لم يفعلوا كذلك لما انتشر الإسلام في ماليزيا واندونيسيا والفلبين وعاصمة الفلبين هي مانيلّا وأصلها في أمان الله لكنها مع السرعة دمجت وصارت مانيلّا أي كل من يدخلها في أمان الله ونيودلهي ليس اسمها نيودلهي وإنما اسمها دهلي ومنها الإمام الدهلوي لكن لما جاءها الإنجليز سموها نيو دلهي والتلاعب بالمصطلحات صناعة يتقنها الغرب حتى يغير الهوية والثقافة.أما أبو بكر الصديق فهو الصحابي الجليل الذي نتكلم عنه وهو الصديق الوفي لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ((منقووول))

وارجو من الله ان نجد صديقا كالصديق ابي بكر رضي الله عنه

راق لي طرحك

انتظر جديدك